انتقل إلى المحتوى

سورة البلد

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هذه نسخة قديمة من هذه الصفحة، وقام بتعديلها ABDALLAH1100 (نقاش | مساهمات) في 13:38، 8 سبتمبر 2024 (أسباب النزول: وصلات). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة، وقد تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الحالية.

البَلَد
سورة البلد
سورة البلد
إحصائيات السُّورة
الآيات الكلمات الحروف
20 82 335
الجزء السجدات ترتيبها
لا يوجد 90
تَرتيب السُّورة في المُصحَف
سورة الفجر
سورة الشمس
نُزول السُّورة
النزول مكية
ترتيب نزولها 35
سورة ق
سورة الطارق
نص السورة
تِلاوَةُ السُّورة بصوت محمد صديق المنشاوي
noicon
 بوابة القرآن

سورة البلد هي سورة مكية من سور المفصل في القرآن، وهي السورة التسعون في ترتيب المصحف في الجزء الثلاثين بعد سورة الفجر وقبل سورة الشمس، عدد آياتها عشرون آية وعدد كلماتها اثنتان وثمانون كلمة وعدد حروفها ثلاث مئة وخمسة وثلاثون حرفًا وقيل ثلاث مئة وأحد وثلاثون حرفًا وقيل ثلاثمائة وعشرون حرفًا، وأواخر فواصل آياتها حرف الدال وحرف الألف وحرف النون والتاء المربوطة. نزلت بمكة بعد سورة ق وقبل سورة الطارق، بدأت بأسلوب قسم ﴿لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ. تتضمن هذه السورة بشكل رئيسي الواجبات الأخلاقية للإنسان وأهمية الإيمان والعدل والإحسان.

نص السورة

﴿لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ۝١ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ۝٢ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ۝٣ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ۝٤ أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ۝٥ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا ۝٦ أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ ۝٧ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ۝٨ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ۝٩ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ۝١٠ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ۝١١ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ۝١٢ فَكُّ رَقَبَةٍ ۝١٣ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ۝١٤ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ۝١٥ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ۝١٦ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ۝١٧ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ۝١٨ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ۝١٩ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ ۝٢٠ [البلد:1–20]

القراءات والمصاحف

﴿أَيَحْسَبُ: قرأها كذلك ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر أي: بفتح السين في الموضعين. وقرأها غيرهم بكسرها «أَيَحْسِبُ».

«لُبَّدًا»: قرأها كذلك أبو جعفر أي بتشديد الباء. وقرأها الباقون بتخفيفها ﴿لُبَدًا.

«فَكَّ رَقَبَةً أو أَطْعَمَ» قرأها كذلك ابن كثير وأبو عمرو والكسائي أي «فَكَّ» بفتح الكاف و«رَقَبَةً» بالنصب و«أَطْعَمَ» بحذف الألف وفتح الهمزة والميم من غير تنوين. وقرأها الباقون برفع فك وخفض رقبة وكسر الهمزة ورفع الميم مع التنوين المسبوق بألف ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ ۝١٣ أَوْ إِطْعَامٌ.

وقال عبد الفتاح القاضي: ««المشأمة» لحمزة فيه وقفا نقل حركة الهمزة إلى الشين وحذف الهمزة. «مؤصدة» قرأ البصريان أبو عمرو وويعقوب وحفص وحمزة وخلف بهمزة ساكنة بعد الميم والباقون بإبدالها واوا ساكنة مدية ومعهم حمزة إن وقف ولا إبدال فيه للسوسي لأنه من المستثنيات».[1][2]

التسمية

سُميت سورة البلد بهذا الاسم «سورة البلد» في المصاحف وفي كتب التفسير، وسُمّيت «سورة لا أقسم» في ترجمتها عن صحيح البخاري. وكان في ذلك تعظيمًا لشأنها، لأن الله تعالى قد شرف مكة فجعل فيها الكعبة وهي قبلة المسلمين.[3]

مناسبتها لما قبلها ولما بعدها

اختتمت السورة السابقة لسورة البلد وهي سورة الفجر بأفضل الأماكن التي يسكنها الخلق وهي الجنة وبالنفس المطمئنة ثم افتتحت سورة البلد بالقسم بأعظم البلاد في الدنيا وهي مكة وأشرف أولي الانفس المطمئنة وهو النبي محمد المقصود بقوله {وأنت حلّ}، فقال تعالى: {لا أقسم بهذا البلد}.[4] وقال السيوطي: «وجه اتصالها بما قبلها: أنه لما ذم فيها من أحب المال، وأكل التراث، ولم يحض على طعام المسكين، ذكر في هذه السورة الخصال التي تطلب من صاحب المال، من فك الرقبة، والإطعام في يوم ذي مسغبة».[5] وأما مناسبتها لسورة الشمس التي تأتي بعدها فهو ظاهر في اختتام سورة البلد بذكر أصحاب الميمنة وهم الذين زكّوا أنفسهم ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ۝٩ [الشمس:9] وأصحاب المشأمة الذين دسّوا أنفسهم ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ۝١٠ [الشمس:10].[6]

تفسير السورة

﴿لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ۝١ أقسم الله بالبلد والبلد مكة بإجماع المفسرين،[7] قال ابن كثير: «هذا قسم من الله عز وجل بمكة أم القرى في حال كون الساكن فيها حالا؛ لينبه على عظمة قدرها في حال إحرام أهلها».[8]

﴿وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ۝٢ ذكر الرازي في تفسيره لهذه الآية خمسة أمور: فأولها وأنت أي يا محمد مقيم بهذا البلد أي مكة كأنه تعظيم لمكة لأنه مقيم بها وثانيها بمعنى الحلال، أي أن الكفار يحترمون هذا البلد ولا ينتهكون فيه المحرمات، وثالثها ما قاله قتادة: «وَأَنْتَ حِلٌّ أَيْ لَسْتَ بِآثِمٍ، وَحَلَالٌ لَكَ أَنْ تَقْتُلَ بِمَكَّةَ مَنْ شِئْت» ورابعها وأنت غير مرتكب ما يحرم عليك ارتكابه تعظيما منك لهذا البيت، وخامسها أن قسم الله بهذا البلد قد دلّ على فضله.[7]

﴿وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ۝٣ القسم بآدم وذريته إذ هم أعجب مخلوقات الله في هذه الأرض بما فيهم من العجائب والبنية والتركيب والعلم والمعرفة ودليل ذلك أمر الله الملائكة بالسجود لآدم.[7]

﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ۝٤ المقصود بالكبد هو كبد الرجل إذا آلمه وانتفخ واتسع فيه لما له من الإرهاق، أو هو شدة الأمر فهو دم يشتد ويغلظ، والاختلاف بين التفسيرين هو جعل اسم الكبد موضوعا للكبد، والذي يشتق منه الشدة. والآخر هو تفسير اللفظ موضوعاً عن الشدة والغلظ، وقال الرازي «أنه ليس في هذه الحياة لذة، وأنه خلق الإنسان في هذه الدنيا في كبد ومشقة ومحنة».[7]

﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ۝٥ أيظن الإنسان الذي كان ذو نعم وقوة بأن قدراته سبب يمنع الجميع بالتعدي عليه، فهو لن يتمكن من تحويل أحواله ظناً بإمكانياته.[7]

﴿يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا ۝٦ أنفقت مالا لبدا أي كثيرا كما قال مجاهد،[9] وجاء في تفسير الرازي أن الكافر يتحدث عن إنفاقه الكثير من الأموال في سبيل عداوة النبي محمد، ويحتسب ذلك فخرا وتعاليا منه.[7]

﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ ۝٧ هل يفكر الكافر الذي يحارب النبي بأن الله لا يراه إن حارب وإن لم يحارب، وإن أنفق أو لم ينفق، بل رآه وشهد عل كل أموره.[7]

﴿أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ۝٨ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ۝٩ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ۝١٠ اغترار الإنسان بقوته التي أنعمها الله عليه، وعلى نعمة ماله، وعلى نعمة البصر والنطق، والقدرة على تمييز الطريق من خيره وشره، ومع ذلك فإن الإنسان لا يحمد ولا يشكر الله.[10]

﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ۝١١ وهي المهالك والأمور الكبيرة والعقبة كالعثرات في الطرق، وكما قال الكَلبي: «هي عاقبةٌ تتراوح بين الجنة والنار»؛[11] وأنها حافز لتشويق وترغيب للإنسان لتجنب العقبة.

﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ۝١٢ ورد التفسير في مجمع البحوث: أتعلم بأن مقصد العقبة هنا بمعنى أنها أعمال الإنسان الصالحة التي تمنحه الأجر لما عانى وجاهد وتعرض للمشقة نفسياً وجسدياً.[12]

﴿فَكُّ رَقَبَةٍ ۝١٣ وتُفسر على أنها إزالة شيء من شيء ما، والمقصود هنا هو تحرير وإزالة حياة العبد بالترك والإبعاد.[12]

﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ۝١٤ دعوة رسول اللّٰه إلى إطعام الطعام في أيام المجاعات لما فيها من أجر وثواب؛ وروي عن النبي أنه قال: «مِنْ مُوجِبَاتِ الرَّحْمَةِ إِطْعَامُ المُسْلِمِ السَّغْبَانْ».[12] وورد على لسان أبو علي: أحد أعظم الأجر والثواب في أعمال الإنسان هي إنفاقه المال للمحتاجين ولاسيما في أوقات القحط.[13]

﴿يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ۝١٥ الإنفاق والإطعام على اليتيم ذي القرابة أفضل وأحبُّ عند اللّٰه من غيره، لما فيه من اجتماع اليتم والنسب بينهما؛[13] والمسغبة المجاعة.[14]

﴿أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ۝١٦ أو أطعم ذاك الفقير حاله كحال التراب لا حائطاً يحميه ولاسقفاً يغطيه ولا يملك شيءً يقويه.[13]

﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ۝١٧ الإيمان باللّٰه وحده نجاة للإنسان في جميع الأحوال، فالإيمان الكامل مع الصبر والرحمة أعلى منزلة من كل الأعمال، فلا حاجة للأعمال بلا الإيمان.[15]

﴿أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ۝١٨ إن الإنسان المؤمن له حظ عظيم في الدنيا والآخرة، فهو من أصحاب اليمين الذين لهم درجات عليا عند اللّٰه تعالى.[14]

﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ۝١٩ إن الذين لم يؤمنوا باللّٰه وأنكروا دين الإسلام وكذبوا النبي، فهم من أصحاب الشمال الذين يأتون وهم يحملون كتابهم بشمالهم وخلف ظهورهم.[15]

﴿عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ ۝٢٠ فإن للذين كفروا بآيات اللّٰه عذاب عظيم، فهم في نار حارقة مقفلة لاتسمح لهم بالهروب منها.[13]

أغراض السورة

احتوت سورة البلد التنويه بمكة والتنويه بمقام النبي بها والتنويه ببركته فيها وعلى أهلها وكذلك التنويه بأسلاف النبي محمد من سكان مكة من الأنبياء كإبراهيم وإسماعيل، أو أتباع الحنيفية كعدنان ومضر كما ذكر ذلك ابن عاشور في تفسيره. ومن أغراضها «التخلص إلى ذم سيرة أهل الشرك وإنكارهم البعث، وما كانوا عليه من التفاخر المبالغ فيه، وما أهملوه من شكر النعمة على الحواس، ونعمة النطق، ونعمة الفكر، ونعمة الإرشاد، فلم يشكروا ذلك بالبذل في سبل الخير، وما فرطوا فيه من خصال الإيمان وأخلاقه.» كما احتوت الوعيد للكافرين والبشارة للموقنين.[16]

وقت النزول

يشبه موضوع وأسلوب سورة البلد السور الأولى التي نزلت في مكة،[17] ولكنها تحتوي على مؤشر يشير إلى أنها نزلت في الفترة التي عزم فيها كفار مكة على معارضة النبي محمد. وأحلت لأنفسهم الطغيان والإسراف عليه.[3] ونوّه الثعالبي على أنها قد تكون نزلت عام الفتح.[18]

أسباب النزول

ذكر الثعالبي أنها نزلت في «أبي الأشد بن كلدة»[18] الذي كان شديدًا مغترًا بقوته، وكان يُبسط له الأديم وهو الجلد فيُوضع تحت قدميه، ويقول: من أزالني عنه فله كذا، فيجذبه عشرة فيتقطع قطعاً ولا تزلّ قدماه، وقيل عمرو بن عبد ود، وقيل الوليد بن المغيرة، وقيل أبو جهل بن هشام، وقيل الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف. قال الألوسي: «ويجوز أن يكون كل من هؤلاء سبب النزول فلا تغفل»[19] وقد ورد عند القرطبي أنها نزلت في الحارث بن عامر بن نوفل الذي أذنب فاستفتى النبي، فأمره أن يُكَفِّر، فقال: لقد ذهب مالي في الكفّارات والنفقات، منذ دخلت في دين محمد. وهذا القول منه يحتمل أن يكون استطالة بما أنفق، فيكون طغيانًا منه، أو أسفًا عليه، فيكون ندمًا منه.[20]

إعرابها

إعراب السورة[21][22]

 لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ  
لا زائدة لتأكيد القسم.
أُقْسِمُ فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر تقديره «أنا» يعود على الله تعالى.
بِهذَا الباء حرف جر، هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بحرف الجر.
البَلدِ بدل من اسم الإشارة مجرور وعلامة جره الكسرة ويُقبل أن يُقال صفة لاسم الإشارة.
 وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ  
وَأَنْتَ الواو اعتراضية أو حالية؛ ضمير رفع منفصل مبني على الضم في محل رفح مبتدأ.
حلٌّ خبر «أنت» مرفوع بالضمة.
بِهذَا الباء حرف جر، هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بحرف الجر.
الْبَلَدِ بدل من اسم الإشارة مجرور وعلامة جره الكسرة ويُيقبل أن يُقال صفة لاسم الإشارة. "بهذا" متعلق بحل.
 وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ  
وَوالِدٍ معطوفة على «البلد» بالواو مجرورة وعلامة جرها الكسرة والواو عاطفة.
وَمَا الواو حرف عطف وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر معطوف على "والد".
وَلَدَ فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو؛ وجملة "ولد" صلة "ما" لا محل لها من الاعراب والعائد إلى الموصول لضمير محذوف منصوب لأنه مفعول به تقديره وما ولده. أي أن النبي محمد ومن ولده قظ أقسم ببلده وحرم أبيه ابراهيم وبمن ولده وبه. ويجوز أن تكون "ما" مصدرية فيكون تقديره بوالده وهو آدم أو إبراهيم وبمن ولد إلى يوم القيامة وقيل كل والد وولد.
 لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ  
لَقَدْ اللام واقعة في جواب القسم والجملة بعدها لا محل لها من الاعراب. قد: حرف تحقيق"توقع".
خَلَقْنَا خلق: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا والضمير "نا" ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
الْإِنْسانَ مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
فِي كَبَدٍ جار ومجرور في محل نصب متعلق بحال محذوفة أي مكابدا وبعنى أدق في شدة وتعب. وقيل: في كبد أي منتصباً.
 أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ  
أَيَحْسَبُ الألف ألف توبيخ في لفظ استفهام. يحسب: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو، حيث يعود على بعض صناديد قريش الذين كان الرسول الكريم محمد (صلّى الله عليه وسلم) يكابد منهم ما يكابد. أي أيظن هذا الصنديد القوي في قومه.
أَنْ مخففة من "أنّ" الثقيلة وهي حرف مشبه بالفعل واسمه ضمير.
لنْ حرف استقبال وتوكيد ونصب.
يَقْدِرَ فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة.
عَلَيْهِ جار ومجرور في محل جر بحرف الجر، متعلقان بالفعل "يقدر".
أَحَدٌ فاعل مرفوع بالضمة، والمقصود هنا "الله سبحانه وتعالى".
 يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا  
يَقُولُ فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
أَهْلَكْتُ فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل؛ وجملة "أَهْلَكْتُ" في محل نصب مفعول به الفاعل "يقول". يُقال هذا من باب التفاخر والتباهي.
مَالًا مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
لُبَدًا صفة "مَالًا" منصوبة بالفتحة. تعني مالاً كثيراً وهو جمع "لُبدة".
 أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ  
أَيَحْسَبُ الألف ألف توبيخ في لفظ استفهام. يحسب: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو.
أَنْ مخففة من "أنّ" الثقيلة وهي حرف مشبه بالفعل واسمه ضمير.
لَمْ حرف جزم وقلب ونفي.
يَرَهُ فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهاء الغائبة ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم.
أَحَدٌ فاعل مرفوع بالضمة، والمقصود به هنا "الله تعالى".
 أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ  
أَلَمْ الألف ألف التوبيخ في لفظ الاستفهام، و"لم" حرف قلب ونفي وجزم.
نَجْعَلْ فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن.
لَهُ جار ومجرور متعلق بالفعل "نجعل" في محل جر بحرف الجر.
عَيْنَيْنِ مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى والنون عوضٌ عن التنوين في الاسم المفرد؛ بمعنى آخر "يبصر بهما المرئيات".
 وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ  
وَلِساناً اسم معطوف للآية السابقة منصوب بالفتحة الظاهرة
وَشَفَتَيْنِ اسم معطوف ثاني للآية السابقة منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى والنوم عوضٌ عن التنوين في الاسم المفرد
 وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ  
وَهَدَيْناهُ الواو حرف عطف و"هَدَيْناهُ" فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير بنا و"نا" ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، وهاء الغائبة ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به اول.
النَّجْدَيْنِ مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى والنون عوضٌ عن التنوين في الاسم المفرد. والمعنى هنا طريقي الخير والشّر.
 فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ  
فَلا الفاء حرف استئنافي، و"لا" النافية لا عمل لها بمعنى أوضح "لم" أي فلم يقتحم العقبة، كما ورد في قوله تعالى "فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى" أي فلم يصدِق ولم يصلِ. و"لا" لتكرر إذا دخلت على فعل ماضي، وحالتها هنا مكررة لأن الفكرة من "فلا اقتحم العقبة" هي فلا فك رقبة ولا اطعم مسكينا.
اقْتَحَمَ فعل ماضي مبني على الفتحة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
الْعَقَبَةَ مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة؛ والمعنى هنا "فلم يشكر أي من الأيادي المساعدة والنعم والأعمال المفيدة".
 وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ  
وَمَا الواو حرف اعتراضي وجملة "أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ" اعتراضية لا محل لها من الإعراب.

أما "ما" فهي اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

أَدْرَاكَ فعل ماضي مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، ويعود ذلك على الاسم "ما"، وكاف الخطاب ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. وجملة "أَدْرَاكَ" في محل رفع خبر الاسم "ما".
مَا اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
الْعَقَبَةُ خبر "ما" مرفوعة بالضمة الظاهرة و"ما" للتعجب بمعنى أوضح "ما هي؟" أي هي شيء. تفخيماً لشأنها وتعظيماً لهَوْلها، حيث وُضع الظاهر موضع المُضمر لأنه أهول منه. وأُعيد الخبر بلفظ المبتدأ فوُضع الرابط موضِع الضمير.
 فَكُّ رَقَبَةٍ  
فَكُّ خبر مرفوع بالضمة الظاهرة لمبتدأ محذوف تقديره هي.
رَقَبَةٍ مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة، والجملة هي جملة اسمية تفسيرية لا محل لها من الإعراب بمعنى آخر بأنه قد فسّر "اقتحام العقبة بفك رقبة".
 أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ  
أَوْ إِطْعَامٌ "أو" حرف عطف للاسم "فَكُّ"، أما "إِطْعَامٌ" فهو خبر مرفوع بالضمة الظاهرة لمبتدأ محذوف تقديره هي.
فِي يَوْمٍ ذِي الجار والمجرور "فِي يَوْمٍ" متعلقان بكلمة "إِطْعَامٌ"، و"ذي" تُعرب صفة "يَوْمٍ" مجرورة بالياء لأنها من الأسماء الخمسة.
مَسْغَبَةٍ مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة، بمعنى "ذي مجاعة".
 يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ  
يَتِيمًا مفعول به منصوب (للكلمة التي وردت في الآية السابقة "إِطْعَامٌ") وعلامة نصبه الفتحة لأن مصدره يعمل عمل فعله عند البصريين وعند الكوفيين.
ذَا مَقْرَبَةٍ صفة "يَتِيمًا" منصوبة بالألف لأنها من الأسماء الخمسة، أما "مَقْرَبَةٍ" فتُعرب مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة، بمعنى "ذا قَرابة أو نَسب".
 أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ  
أَوْ مِسْكِينًا "أَوْ" حرف عطف للآية السابقة، و"مِسْكِينًا" مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
ذَا مَتْرَبَةٍ صفة "يَتِيمًا" منصوبة بالألف لأنها من الأسماء الخمسة، وتُتعرب كلمة "مَتْرَبَةٍ" مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة، بمعنى "ذا فقر".
 ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ  
ثُمَّ كَانَ حرف عطف، وقصد به بهذه الآية " أي وكان"، أما "كَانَ" فتُعرب فعل ماضي ناقص مبني على الفتحة الظاهرة واسم كان ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
مِنَ الَّذِينَ حرف جر، و"الَّذِينَ" اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بخبر كان.
آمَنُوا فعل ماضي مبني على الضمة لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والألف فارقة، وجملة "آمَنُوا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
وَتَوَاصَوْا فعل ماضي مبني على الضمة لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والألف فارقة، وأصل الكلمة هي "تَواصيوا" ولكن حُذفت الياء لسكونها ولِسكون الواو.
بِالصَّبْرِ الجار والمجرور متعلقان بالكلمة "تَوَاصَوْا" بمعنى أوضح "أوصى بعضهم بعضاً بالصّبر".
وَتَوَاصَوْا الواو حرف عطف، و"تَوَاصَوْا" فعل ماضي مبني على الضمة لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والألف فارقة.
بِالْمَرْحَمَةِ الجار والمجرور متعلقان بالكلمة "تَوَاصَوْا".
 أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ  
أُولَئِكَ اسم إشارة مبني على الكسرة في محل رفع مبتدأ، والكاف كاف الخطاب.
أَصْحَابُ خبر "أُولَئِكَ" مرفوع بالضمة ويمكن أن تُعرب خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم.
الْمَيْمَنَةِ مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة، والمقصود به هنا "أصحاب اليمين وهم أصحاب الجنة".
 وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ  
وَالَّذِينَ الواو حرف عطف، "الذين" اسم موصول مبني على الفتحة في محل رفع مبتدأ، والجملة التي تليه تُعرب جملة صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.
كَفَرُوا فعل ماضي مبني على الضمة لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والألف فارقة.
بِآيَاتِنَا جار ومجرور متعلقان بالفعل "كَفَرُوا" و"نا" ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
هُمْ أَصْحَابُ خبر لمبتدأ محذوف مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
الْمَشْأَمَةِ مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
 عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ  
عَلَيْهِمْ حرف جر، أما إعراب "هم" بتُعرب الهاء ضمير الغائب مبني على الضمة في محل جر بحرف الجر والمينى للجمع، والجار والمجرور متعلقان بخبر مُقدّم.
نَارٌ مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
مُؤْصَدَةٌ صفة "نَارٌ" مرفوعة بالضمة الظاهرة.

المراجع

إحالات المراجع
  1. ^ ابن الجزري (2014)، ج. 2، ص. 401.
  2. ^ القاضي (1981)، ج. 1، ص. 343.
  3. ^ ا ب ابن عاشور (1984)، ج. 30، ص. 345.
  4. ^ البقاعي (1984)، ج. 22، ص. 45-46.
  5. ^ السيوطي (2002)، ص. 158.
  6. ^ السيوطي (2002)، ص. 159.
  7. ^ ا ب ج د ه و ز الرازي (2000)، ج. 31، ص. 164-167.
  8. ^ ابن كثير (1999)، ج. 8، ص. 402.
  9. ^ ابن كثير (1999)، ج. 8، ص. 404.
  10. ^ سيد قطب (2003)، ج. 6، ص. 3910-3911.
  11. ^ الرازي (2000)، ج. 31، ص. 168.
  12. ^ ا ب ج التفسير الوسيط (1973)، ج. 10، ص. 1918-1919.
  13. ^ ا ب ج د الرازي (2000)، ج. 31، ص. 170-171.
  14. ^ ا ب سيد قطب (2003)، ج. 6، ص. 3912-3914.
  15. ^ ا ب التفسير الوسيط (1973)، ج. 10، ص. 1921.
  16. ^ ابن عاشور (1984)، ج. 30، ص. 345-346.
  17. ^ الداني (1994)، ص. 274.
  18. ^ ا ب الثعالبي (1997)، ج. 5، ص. 590.
  19. ^ الآلوسي (1994)، ج. 15، ص. 351.
  20. ^ القرطبي (1935)، ج. 20، ص. 64.
  21. ^ سلامة (2006)، ص. 127.
  22. ^ صالح (1997)، ج. 12، ص. 438.
معلومات المراجع كاملة